مفترق طرق
اكتب إليك هذه الكلمات ، لأني مررت بهذه الحالة ولكن بشكل ( متطرف جدًا ) سابقًا
في حياتي وحياتك نمر بالكثير والكثير من الخيارات التي لابد من اختيار أحدها ، منها الخيارات السهلة مثل : وش راح تفطر اليوم كبدة أو شكشوكة ؟ تشرب أمريكانو هذا الصباح وإلا كابتشينو ؟ تلبس أبيض وإلا أصفر ؟ وغيرها من القرارات البسيطة نسبيًا ! ، ولكن هناك نوع آخر من تلك الخيارات ؟! وهي خيارات صعبة والتي غالبًا ما تكون محطات في حياة الإنسان وبداية فصول في سيرة حياته
صديق لي ( ألا وهو محدثك ) يمر في مرحلة لابد من أن يقرر فيها بين وظيفتين وبين مسارين وظيفيّين بينهما اختلاف كبير ، وفي منظوره هذا القرار صعب جدًا جدًا ومحير لأبعد الحدود ، والسبب الذي جعله يصف هذا القرار أنه صعب هو : أن الوظيفة الأولى أفضل من الأخرى في بعض الجوانب ، والثانية أفضل من الأولى بجوانب ، وكل الخيارين رائعة وعظيمة
في مثل هذا الوضع بعض الناس تميل لاختيار الخيار الأسهل .. الخيار الأكثر أمانًا في نظرهم .. الخيار الذي يحقق لهم الأمان الاجتماعي ، المالي ، النفسي … الخ ، وسبب ذهاب وميول الناس لهذا المسار أساسه ومنبعه هو : ( الخوف ) ، وإذا أتى ذلك الخوف بخيله وركبه في هذه الأثناء وهذه اللحظات تكون نتيجته عدم فهمك التام لهذه الخيارات الصعبة
لذلك كيف أقرر ؟ كيف أختار ؟ كيف أقول هذا أفضل من ذاك ؟
في الطبيعة وفي الأمور الكمية مثل : الوزن والطول والكتلة وغيرها ، إذا كان لديك أمرين تريد المقارنة بينهما ، لا توجد لديك سوى ثلاثة خيارات : أكبر ، أصغر ، متعادلان
لكن في الشؤون الإنسانية والذاتية هنالك أمور و ( قيم ) أخرى لا يمكن قياسها بذلك مثل : العدالة أو الجمال أو فرحة طفل أو ابتسامة مريض أو ذهول متفرج أو أو أو ، تلك أمور لا يمكن قياسها برقم
فبالتالي أثناء اتخاذ القرارت الصعبة والمصيرية في حياتك فأنت لا تتعامل مع عوامل كمية فقط !! ، بل أنت تتعامل مع قيم و مشاعر ومبادئ وأحداث تريدها أن تكون جزء من شخصيتك ومفاصل في جسد حياتك الذي لا زال حيًا يرزق
لذلك هنالك خيار ( رابع ) في الحقيقة للقياس أيضا في هذه الحالة وهو ( متعادلان ولكن! ) بمعنى لا يوجد شيء أفضل من شيء ، بل يوجد شيء تريد فعله لأسباب أنت من وضعها لنفسك ولم تبحث عنها في الخارج ، أنت اخترت هذا الخيار لأنه يمثلك لأنه سيقودك للإجابة على هذا السؤال العظيم
من أكون ؟ وماذا أريد أن أكون ؟
إذا قمت بالتفكير بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة في اختياراتك في الحياة يولد لديك قوة كامنة داخلية وهي القدرة على خلق الأسباب لنفسك ، ولا تعتمد ( كليًا ) على الأسباب التي استنشقتها من الخارج ومن العوامل المجتمعية التي حولك
في الختام صديقي .. لا تكن ( تائهًا ) بأن تكون دائما خياراتك سهلة وأسبابها خارجية دائمًا ، اسمع لشخصك الذي بداخلك واستعن بالله ولا تعجز.